|
|
حدائق بابل المعلقة تنسب حدائق بابل المعلقة إلى سمير اميس على الرغم من أنه قيل أن نبوخذ نصر بناها. ليضفي السعادة على احدى زوجاته التي جاءت من بلده على سفح تل، بنيت الحدائق المعلقة على مربع حول ضلعه 213 متراً و يرتفع البناء الى علو شاهق يتكون من شرفة فوق شرفة مرتكزة على عمد ضخمة، كما أن النظام المائي الذي زودت به الحدائق حفظ لنباتاتها و اشجارها الكثيرة الخضرة الدائمة. و يقال أن الجنائن المعلقة في بابل لم تكن معلقة كما هو اسمها ربما كانت تبدو انها معلقة من بعد و لكنها في الواقع كانت جنائن بارزة أو ناتئة إذ المغروسة فيها تسقى بواسطة مضخات لولبية مركبة على نهر الفرات، و كانت هذه الآلات نفسها أعجوبة من العجائب كالجنائن. و اشتهر البابليون بناة هذه الجنائن بالهندسنة و الفلك إلى أن زال عصرهم الذهبي حينما غزاهم الفرس. و قد أمر ببنائها نبوخذ نصر في عام 500 قبل الميلاد تكريماً لزوجته الأميرة اميتس التي قدمت نم مقاطعة ميدية المشهورة بتلالها و اشجارها التي كانت تلك الأميرة تحبها جداً.
ما من أحد ينظر الان إلى موقع مدينة بابل القديمة ثم يخطر بباله أن هذه البطاح الموحشة ذات الحر اللافح الممتدة على نهر الفرات كنت من قبل موطن حضارة غنية قوية كأنها هي الخالقة لعلم الفلك، و كان لها فضل كبير في تقديم الطب، و أنشأت علم اللغة، و أعدت أول كتب القانون الكبرى، و عملت اليونان مبادئ الحاسب، و علم الطبيعة و الفلسفة، و أمدت اليهود بالاساطير القديمة التي أورثوها العالم. و نقلت إلى العرب بعض المعارف العلمية و المعمارية التي أيقظوا بها روح أوروبا من سباتها في العصر الوسيط. و إذا ما وقف الإنسان أمام دجلة و الفرات الساكنين فإنه يتعضر عليه أن يعتقد أنهما النهران اللذان أرويا سومر و أكد و غذبا حدئب بابل المعلقة.
|
|
copyright © by T&M
|