|
|
سور الصين العظيم بني سور الصين الضخم لحماية الصين من الغزاة الشماليين. ويقال أن سور الصين العظيم هو البناء الوحيد الذي شيده الإنسان على الأرض، و الذي يمكن أن يراه المشاهدون من على سطح القمر، فهو يغطي مسافة 3400 كيلومتر في خط مستقيم على الأرض من الساحل المواجه لشبه جزيرة لياوتونج حتى تشبا يوكران أخر الحصون في وسط آسيا، عبر أقاليم قوبي ، و شانسي، و كانسو، لكن مساره الواقعي يتلوى و ليتف تابع سلاسل الجبال –قممها و حوافها- و منحدرا خلال الوديان العميقة مغطياً اكثر من 3200 كيلومتر. و يتراوح ارتفاع السور في الجزء الشرقي منه بين 5 أمتار و 10 أمتار، و عرضه من 8 أمتار عند القاعدة إلى 5 أمتار عند القمة، حيث يوجه رصيف أوسع يسمح بمرور ستة فرسان جنبا إلى جنب تحميهم متاريس محصنة. وعند بياء السور كان له 250.000 برج، تبلغ مساحة مل منها خمسة أمتار مربعة و ارتفاعه 13 متراً، و تبرز هذه الأبراج من السور كل بضعة مئات من الأمتار، و بها كوى أو مزاغل يمكن للمدافعين منها اصطياد المهاجمين. و ما زالت الآلاف من هذه الأبراج قائمة حتى اليوم. أما خارج السور، فثمة العديد من أبراج المراقبة فوق قمم التلال أو على المضايق. و هذه مع أبراج السور، كانت تستخدم للإنذار بالدخان أو الرايات نهارا، و بالنيران ليلا. و هكذا يمكن الإبلاغ عن اقتراب الغزاة في الحال فترسل التعزيزات لأي جزء على الحدود. بناء السورقام الإمبراطور العظيم "شيه هوانج تي"، من أسرة "تشي اين" بوصل ثلاثة أسوار قديمة على الحدود معا، لينشئ سوره العظيم الذي كان من المفروض أن يكون الحدود بين الصين و ما في شمالها، وبذلك يفصل الصين عن قبائل البدو الشرسة ذوي البأس الذين يجوبون سهوب منغوليا. ولقد صمم الصور السور لتقوية الدفاع عن الصين، لكنه لم يصل إلى منزلته كبديل لجيش و دولة قويين إلا في عهد أسرة مينج و قد بدأ البناء حوالي عام 221 قبل الميلاد، و تم فعلا عند موت شيه هوانج تي عام 210 قبل الميلاد، و كان الجنرال "مينج تي اين" هو الرجل الذي قام بتنفيذ الجانب الأكبر من خطط الإمبراطور، ففي عام 221 قبل الميلاد قام بمسيرة نحو الشمال لصد التتار على رأس جيش هوامه 300.000 مقاتل، فنجح في ردهم على أعقابهم من النهر الأصغر إلى داخل السهوب، ثم نظم جيشه للعمل في بناء السور. و لقد انضم إلى الجنود الآلاف من المسخرين و من المحكوم عليهم. و مضى العمل عاماً بعد عام في الرياح الجليدية و العواصف الثلجية شتاء، و العواصف الرملية صيفاً، حتى لقد مات الكثير من الرجال، و من هنا جاء تسمية السور أحيانا "أطول مقبرة في العالم"
|
|
copyright © by T&M
|